التعاون الاقتصادى فى حراسة الأساطير الأفريقية

تحالف الفقراء .. اتفاقية تآخى بين أسيوط وبوركينا فاسو



وقعت محافظة أسيوط اتفاقية للتوأمة والتآخى مع محافظة توجان بجمهورية بوركينا فاسو .. قبل مراسم التوقيع تبادل الوفد الأفريقى الهدايا الرمزية مع مسئولى أسيوط .. جاء فى مقدمتها عروستين مصنوعتان من القماش والخشب والخيوط الملونة قدمهما لا نيونو لا موترى محافظ توجان إلى اللواء أحمد همام محافظ أسيوط مصحوبتان بشرح مطول عن أهمية الهدية وقيمتها الأسطورية على النحو الذى يجعلها لا تهدى إلا للشخصيات الهامة فقط .. قائلا أنهما يجب أن توضعا متقابلتين حتى تسكنهما الأرواح لتحمى صاحبهما

لكن همام لم يكن جاهزاً لاستدعاء أسطورة مصرية قديمة مثل حورس لتقديمها للضيف الأفريقى فقدم له ولمرافقيه بعض المشغولات اليدوية التى تشتهر بها أسيوط مثل الكليم والتلى

جرى توقيع الاتفاقية بديوان عام محافظة أسيوط بين "لا موترى" محافظ توجان واللواء إسماعيل الشافعى السكرتير العام لمحافظة أسيوط بحضور "همام " والسيدة صوفى سو سفيرة بوركينا فاسو بالقاهرة برعاية بالطبع من الرئيسين مبارك وبليز كومبارو

سبق لأسيوط توقيع اتفاقيات مماثلة مع محافظة صينية وأخرى كويتية لكنها المرة الأولى التى تتجه اتفاقيات التوأمة والتآخى إلى العمق الأفريقى حيث تقع جمهورية بوركينا فاسو بنظامها البرلمانى ولغتها الفرنسية قريبة من الساحل الغربى ، تنقسم إلى 45 محافظة منها "توجان" التى تقع فى الشمال الغربى .. تعداد سكان المحافظة 16 الفاً يعلمون فى الزراعة وتربية الحيوانات ويبيعون انتاجهم فى السوق الأسبوعى الذى يقام كل يوم أحد وفقا لما قرره بصراحة محافظها "لا موترى" أما الصناعات التى توجد بها فهى مخبز وحيد ومصنع للصابون وسبعة طواحين علاوة على ثلاث شركات نقل !
اقتصاد هزيل يتضاءل كثيرا إلى جانب "أسيوط" عاصمة الصعيد المصنفة ضمن أكثر المناطق فقراً فى مصر وفقا لتقرير التنمية البشرية الأخير .. لكن قطع الرحلة الطويلة من توجان إلى أسيوط يكشف عن آمال واسعة وإصرار على التقدم والتعرف على تجارب الآخرينأولى ثمار التعاون بين الفقراء من جانب أسيوط تحقيق الحكمة الشعبية " من شاف بلاوى الناس هانت عليه بلاويه" .. لكن هل يمكن أن يثمر التعاون بين الفقراء تنمية حقيقية ؟ أحدهم ردد ساخراً مقولة الفنان القدير المرحوم عادل أدهم فى أدوار الشر بأفلامه "فقير اتجوز فقيرة .. خلفوا شحات صغير" لكن محافظ أسيوط متفائل بقدرة هذه الاتفاقيات على تحقيق النجاح .. وكذلك محافظ توجان الذى يقول أن خطوة الانسان نحو اخيه الانسان تولد الصداقة ويطرح بعض المجالات التى يمكن أن يبدأ بها التعاون بين البلدين مثل تنقية المياه والتعليم والاتصالات والبنية التحتية وتربية الماشية .. كبداية للتعاون من أجل مكافحة الفقر .. لكن مضت شهور (منذ منتصف ابريل "نيسان" الماضى) على توقيع هذه الاتفاقية وذهبت موجة التفاؤل ولا حس ولا خبر

ليست هناك تعليقات: