هل سيطر الأعداء على التليفزيون المصرى؟

أم.. هل تورطت وزارة الإعلام فى مؤامرة ضد الشعب المصرى ؟

الاتهام لم يأت من فراغ لكن تتضح حيثياته من مطالعة برامج التليفزيون الرسمى .. فاليوم على سبيل المثال وبمناسبة الشهر الفضيل عدت الى شاشة التليفزيون المصرى بعد طول غياب بين الفضائيات العربية فإذا بالقناة الأولى تستضيف الراقصة دينا تتحدث بعيون سابلة عن تجاربها فى الحياه !! وهربت بعقلى الى القناة الثانية فإذا بالفنان حسين فهمى وقد أصبح مقدم برامج يستضيف سيدة سمينة محجبة أخذت تسرد بالتفصيل الممل كيف عضت زوجها وضربته بالشومه على قفاه حتى أفقدته الوعى !!

من هنا تتشابك خيوط المؤامرة على الشعب المصرى .. فالحكومة تحتكر التليفزيون القومى ولازالت تحتفظ دونا عن العالم بشيىء تاريخى اسمه وزارة الإعلام .. وما قيل فى تبرير هذا الوضع العجيب هو أن الشعوب النامية سريعة التأثر بالاعلام المرئى وبالتالى هناك حاجة للإبقاء على هذا الإعلام فى أيدى أمينة خشية التأثير السلبى فى عقول المواطنين .. وطبعا ليس هناك آآمن من يد الحكومة على عقولنا ! والمبرر الثانى لبقاء وزارة الإعلام هو حاجة الشعوب الذين نحن منها الى توجيه اعلامى للنهوض بثقافتنا وتوجيه قدراتنا الى الجوانب الايجابية التى تتواءم مع احتياجات التنمية.

ملايين بل مليارات الجنيهات تنفق ببذخ على هذا الاعلام الرسمى .. على تشغيل حسين فهمى كمذيع وتشنيف آذاننا بقصص كفاح الراقصات! ما هى الرسالة السياسية أو الثقافية أو حتى الترفيهيه التى تقدمها هذه البرامج فى اعلامنا الموجه المدفوع من جيوبنا الى المشاهدين من شباب وأطفال ونساء وشيوخ مصر !
الحقيقة أن تفكيرى عجز عن اكتشاف قيمة بليغة لهذا التوجه .. وكلما حاولت أن التمس العذر للقائمين على مؤسستنا الاعلامية الخطيرة أجد تفسى متعثرا فى خيوط نظرية المؤامرة واحتمالات سقوط التليفزيون المصرى فى أيدى الأعداء الذين استخدموا أموال الشعب فى تغييب عقول مواطنيه عن قضايا مجتمعهم ومستقبلهم واشاعة التفاهة والبذاءة والفساد.

وهربت بعقلى مرة أخرى الى الفضائيات العربية ولسانى يردد "حسبى الله ونعم الوكيل" أعتقد أن الصمت على هذا الوضع المزرى لإعلامنا القومى هو خيانة لمقدرات هذا الشعب وأنه أصبح ضروريا الغاء وزارة الاعلام وتفعيل اتحاد الاذاعة والتليفزيون كمؤسسة قومية مستقلة عن سيطرة الحكومة على غرار هيئة الاذاعة البريطانية أو وكالة الأنباء الفرنسية أو حتى قناة الحرة الأمريكية.. لابد من تفعيل ميثاق الشرف الاعلامى ودور المجلس الأعلى للصحافة بعد تحريره من السيطرة الرسمية.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

دعوة لرد الاعتبار للشعب المصري وشهدائه في الذكري الثلاثين لانتفاضة يناير 1977