الخلل يحتوينا والاتهام فى رقاب الجميع


الحل ديمقراطية .. انتخابات حقيقية وتنمية بشرية

الصورة قاتمة لكنها للأسف حقيقية .. والنماذج الجيدة موجودة رغم ندرتها  حتى أن الموظف الذى يرفض الرشوة أصبح عنوانا رئيسيا فى الصحف اليومية وتحقيقا مطولا فى المجلات الأسبوعية! حتى وان لقى عدم تصديق من الشارع فمن يقول ان مبلغ الرشوة كان قليلا او انه خشى افتضاح أمرة أو انه يغطى على فعل أكبر.. فى ظل شيوع آفة سوء الظن كافراز للمشهد السياسى المتوارث منذ عقود.. حالة متخلفة تدفع الى مزيد من التخلف وتحول دون الالتفاف الجمعى حول قيادات طبيعية ضرورية للتنمية البشرية
الصورة تكشف عن خلل جسيم يحتوينا من كل الجوانب .. والحقيقة تؤكد ان اعظم مشاكلنا هى تردى أوضاع "حالة الإنسان" ..النخبة هى المسئول الأول بوصفها قائدة المجتمع لكن الموضوعية تعلق الاتهام فى رقاب الجميع.
مؤسسات رسمية قائمة ترفع لافتات تؤكد وجودها وتضم مئات وربما الوف الوظائف والموظفين واحيانا تصدر ضجيجا ولكن غالبا بلا طحين.. ولا مهام ولا دور ايجابى ملموس .. بل على العكس قد يكون لها دور سلبى يدفع الى حياتنا اليومية بالمزيد من المعاناة والشقاء..
فى القرى .. يستغل طبيب الوحدة الصحية وزميله فى الوحدة البيطرية المؤسسة الحكومية والامكانيات التى وفرتها له الدولة من أجهزة طبية ودواء فى الكسب الشخصى وجنى النقود والمواطن يدفع صاغرا مضطرا حتى يحصل على خدمة هى فى الغالب مسروقة ومنقوصة.. وتضيع جهود الدولة وحقوق المواطنة وتسقط هيبة الموظف العام.
المجالس المحلية "المنتخبة" تحصل على تدريب مدعوم رسميا بمعونة أمريكية من خلال برنامج دعم اللامركزية لكن تبقى الفكرة الأكثر رسوخا هى ان المقاعد غنائم سياسة ومصالح وتربيطات لأصحابها والتابعين.. وتضيع قيمة وكرامة العمل العام والثقة فى الانتخابات والدور النيابى.
الجمعيات الأهلية .. القليل منها جاد .. وبعضها تسرب اليه الفساد .. أخرى استولى عليها أفراد خاملون لكنهم مستمرون بحكم العادة .. وجمعيات دورها الأساسى "برستيج" أصحابها.. ولا يجد الشباب مكان لاطلاق طاقات مكبوتة لا ينهض مجتمع الا بتوظيفها
الجمعيات الزراعية واقعة تحت طائلة قانون لا يسمح لها بالتنفس ولا تشغل مطالب تعديله اهتمام المشرعين "المنتخبين" من الفلاحين!
إدارات للأوقاف تنشغل بتنفيذ تعليمات ضبط الأئمة واغلاق المساجد عقب كل صلاة .. بينما عشرات المساجد مغلقة تنتظر الترميم أو اعادة البناء بلغ عددها فى مصر 2500 مسجد مغلق طبقا لتصريحات وزير الأوقاف.. ويتحول الدين الى موت ومراسم وطقوس لا علاقة لها بالعمل والحياة.
وكهنة فى كنائس يسيرون فى الجنازات بقدر ما تدفع اسرة المرحوم!
الوحدات المحلية لها رؤساء وسكرتارية وموظفين لكن صلتهم تبدو منقطعة بمستوى النظافة وخطوط التنظيم والمحافظة على الطرق العامة من التعديات والرقابة على مقاولى الحفر الذين يحفرون الشوارع والطرق ولكن يفوتهم ردمها ولا يجدون فى مسئولى الوحدات المحلية الا يد تقبض بلا عين ترى أو لسان يأمر وينهى.
وكما يتساءل الناس عن حقيقة وجود محافظ للجيزة حينما يمرون على أكوام التراب والزبالة عند سفح الأهرامات على مدخل المحافظة من طريق الفيوم أو عما اذا كان موقف اتوبيسات الرماية يتبع لجمهورية مصر أم امارة افغانستان، أو قيمة الوقت بل قيمة الانسان المصرى وقواعد الشراكة بين سائقى المكروباصات و"الأمناء" فى شارع فيصل.. فان الناس يتساءلون ايضا عن حقيقة ايمان المسئولين بمبدأ المواطنة عند المرور على طريق أبنوب المعابدة .. أو وجود شيىء اسمه رئيس مدينة أبنوب حينما يتابعون حوادث السقوط اليومية للمارة والسيارات فى الحفر التى خلفها المقاولين على الطرق.. ولن يهتم المسئولون الا اذا تكلم المحكومون.. الحل ديمقراطية .. انتخابات حقيقية وتنمية بشرية.


هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

مصرنا .. موقع جيد وتحياتى لكم