تنتظر قراراً جمهورىاً يكتب لها شهادة ميلاد


مدينة مليونية فوق هضبة اسيوط تحقق حلم الثورة الخضراء

أخيرا .. وصلت أوراق مشروع المدينة المليونية ومحور الهضبة الغربية الى نهاية الطريق فى انتظار اصدار قرار جمهورى يكتب لها شهادة ميلاد ويعبر بها نحو التنفيذ بعد مضى ثلاث سنوات فى البحوث والدراسات الميدانية والكتابات المتبادلة بين أجهزة الدولة كأكبر وأهم مشروعات تنمية الصعيد على الاطلاق.
المشروع كما يطرحه اللواء نبيل العزبى محافظ أسيوط بسيط للغاية .. مجرد طريق طوله 17 كيلومترا يربط اسيوط العاصمة بالطريق الغربى من خلال الهضبة الجبلية التى تحيط بالمدينة .. على امتداد هذا الطريق فوق سطح الهضبة تتوافر مساحات شاسعة من الأراضى الصحراوية الصالحة للبناء عليها .. توفر مدنا تزيد عن 10 اضعاف مساحة مدينة اسيوط الحالية وأراضى لاقامة مشروعات الاسكان والاستثمار الاقتصادى والصناعى
يقول العزبى انه تم تخطيط ثلاث مجتمعات عمرانية أعلى هذه الهضبة .. يمكنها ان تشكل مدينة مليونية تستوعب أعدادا من السكان تجعلها الأكبر فى الصعيد بل الأكبر فى مصر بعد القاهرة
ويقول المهندس فرغلى شعلان مدير التخطيط بالمحافظة ان أوراق المشروع الآن مكتملة فى مكتب المهندس عمر الشوادفى مدير المركز الوطنى لاستخدامات أراضى الدولة التابع لرئاسة مجلس الوزراء تمهيدا لاصدار القرار الجمهورى اللازم بعد ان تم اخذ موافقات جميع الجهات المختصة فى الدولة مثل القوات المسلحة والثروة المعدنية والآثار وغير ذلك .. اضاف انه بمجرد صدور القرار الجمهورى سيتم العمل فى شق الطريق على امتداد كوبرى الواسطى العلوى مرورا بالأراضى الزراعية حتى مخر السيول بقرية درنكة حيث يقام كوبرى علوى يعبر شريط السكة الحديد وطريق الغنايم ليفتح المجال لأول مرة امام انتقال الحياة اعلى الهضبة التى ظلت تحاصر المدينة وتعوق الامتداد العمرانى الطبيعى لها .. كما سيتم التخطيط الداخلى للمجمع العمرانى الأول الذى لا يبعد عن قلب مدينة اسيوط بأكثر من 4 كيلومترات وتبلغ مساحة هذا التجمع 3 آلاف و741 فدانا ابعادها 3,5 * 4,5 كيلومتر
وتعد تكلفة المشروع بسيطة نسبيا بالنظر الى العوائد الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة منه .. فتكلفة الطريق لا تزيد عن 300 مليون جنيه اى نحو نصف تكلفة انشاء القطار الكهربائى لنقل الركاب بين صالات مطار القاهرة .. واقل من عشر تكلفة "تطوير" طريق القاهرة ـ الاسكندرية الصحراوى.
أما العوائد السريعة المقدرة من بيع الأراضى فقط فتصل الى 10 مليارات جنيه .. اضافة الى العوائد الاقتصادية الاخرى الناتجة عن توفير اراضى للاستثمار والمشروعات الصناعية وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل للعاطلين.. وحماية الاراضى الزراعية نتيجة توفير اراضى لاستيعاب النمو السكانى .. والحد من الهجرة الداخلية من الصعيد الى القاهرة الكبرى.. بل ان خبراء التخطيط العمرانى يتوقعون حدوث هجرة مرتدة من القاهرة الى اسيوط نتيجة هذا المشروع.. محققا آثار اجتماعية تجسد حلم الثورة الخضراء باحداث تغيير للأفضل فى التركيبة الاجتماعية والثقافية بانتقال سكان العشوائيات الى مجتمعات مخططة وارتفاع مستوى المعيشة نتيجة توفير فرص العمل وتسريع دوران عجلة الاقتصاد
يضيف المحافظ الى الاهمية الاستراتيجية للطريق انه يربط 4 طرق محورية هامة هى الصحراويين الشرقى والغربى وطريق البحر الأحمر والطريق الزراعى القاهرة ـ اسوان ويفتح آفاق لا نهائية أمام الاستثمار الصناعى فى تلك المنطقة التى يمكن ان تصبح بوابة العبور والربط بين قلب افريقيا لانفتاحها على درب الاربعين الى موانى قارة آسيا عبر البحر الأحمر

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

وكانت هذه المادة مثيرة للاهتمام للغاية ، وخصوصا أنني كنت تبحث عن أفكار يوم الخميس الماضي هذا الموضوع.

غير معرف يقول...

شكرا جزيلا لكتابة هذا ، كان من المفيد unbelieveably وقال لي للطن