من معالم عاصمة الصعيد



مقر الوطنى بأسيوط قصر أثرى ينتظر مصيرا مجهولا

لازال مقر الحزب الوطنى بأسيوط ينتظر مصيرا مجهولا .. المبنى أثرى أنشأه ديمترى الخشاب أحد اقطاعيين أسيوط قبل نحو مائة عام على الطراز الايطالى ليكون مقرا للمتعة والملزات وزين الخشبية أسقفه العالية برسومات زيتية بديعة تحتوى نقوشا مذهبة ومناظر طبيعية يغلب عليها اللونين الأصفر والأزرق .. القصر مكون ثلاث طوابق اضافة لبدروم منخفض عن سطح الأرض كان الحزب يستخدمه للخدمات وغرفة التليفون والتيكرز والحسابات والمعلومات والمكتبة وبعض المشروعات التى كان يتبناها مثل محو الأمية وتعليم الكمبيوتر وفصول التقوية بينما سلم دائرى مزدوج يزين الواجهة ويمنحها فخامة يصلك الى الطابق الأول الذى يضم مكتب الأمين وأمين التنظيم والسكرتارية والأمانات المختلفة وقاعة اجتماعات واتخذ الطابق الثالث مقرا لأمانة الحزب بمدينة أسيوط بينما استغلت أمانة الشباب الحديقة الخلفية فى اشهار ما سمى بنادى شباب مصر .

تبلغ مساحة القصر 2200 متر مربع فى منطقة لا يقل فيها سعر المتر عن 30 الف جنيه اى بقيمة اجمالية 66 مليون جنيه على الاقل بينما ايجاره السنوى 20 الف جنيه بعد الزيادات التى اقرتها التعديلات القانونية
فى الخمسينات قامت لجنة من الاتحاد الاشتراكى ضمت أمين الاتحاد أحمد منتصر والأمين المساعد عمر عبدالوهاب بالتعاقد على تأجير هذا القصر من أصحابه ورثة ديمترى وكان مؤجرا من قبل لمبرة محمد على كمستشفى واستراحة للممرضات وتم إخلاؤه بعد إنشاء الدولة لمستشفى المبرة الحالية الموجودة بجوار مبنى ديوان المحافظة .. اختار الاتحاد الاشتراكى هذا القصر من بين ثلاثة قصور تنافس أصحابها على الفوز بالتأجير بينها قصر حبيب باشا شنودة وقصر موريس دوس اللذان جرى هدمهما للأسف قبل سنوات فى تجاهل لقيمتهما التاريخية .. وقع الاختيار على قصر الخشاب لسببين الأول هو ان القيمة الايجارية المطلوبة كانت الأقل بين المعروض والثانى أنه كان الأكثر قربا من قلب مدينة أسيوط .. وتحرر العقد بايجار شهرى قدره 62 جنيها لكنها ارتفعت بناء على قانون الأماكن المؤجرة لغير غرض السكنى لتصل الى 1700 جنيه شهريا بعد عدة قضايا رفعها الورثة لطرد الحزب وزيادة الايجار وفقا للقانون.. معظم الورثة يقيمون حاليا خارج مصر ويطالبون بحقهم فى استرداد القصر .. طالبوا بذلك فى ظل رفع الحراسات لكن جاءهم الرد أن القصر لم يكن ضمن الحراسات .. وطالبوا به فى ظل قرار مجلس الوزراء فى عهد الجنزورى بتسليم الحكومة للمبانى المؤجرة لأصحابها .. لكن رفض محمد عبدالمحسن صالح أمين الحزب الوطنى وقتها تسليم القصر قائلا ان الحزب ليس مؤسسة حكومية وبالتالى لا ينطبق عليه قرار رئيس الحكومة ولا مجلس الوزراء.. ثم اختارته لجنة مشكلة من هيئة الآثار كأثر نظرا لظرازه المعمارى الفريد وقيمته التاريخية كواحد من معالم محافظة أسيوط
تعرض القصر قبل عامين لحريق داخلى تمت السيطرة عليه حيث تصادف تواجد سيارات الاطفاء على بعد أمتار من الموقع .. وثارت شكوك وقتها بوجود تعمد لانهاء العلاقة الايجارية واخراج القصر من وصاية هيئة الآثار وقيل وقتها أن بعض الأطراف على استعداد لدفع عدة ملايين مقابل تدبير الحريق لكن التحقيقات لم تؤكد تلك الشكوك
فى أيام الثورة كان مقر الحزب هدفا للشباب الثائرين اقتحموه وفتشوه بحثا عن مستندات مخفية لكنهم كانوا أكثر وعيا من اتلافه واكتفوا بتحطيم اللافتة وصورة الفكر الجديد التى كانت على واجهته وتدوين عبارات مسيئة على أسواره الخارجية.. ولازال القصر حتى الآن يخضع لحراسة مشددة من القوات المسلحة.. ويطالب أبناء أسيوط بتخصيصه للمنفعة العامة سواء بامتداد عقد الايجار وفقا للقانون أو بشرائه من الورثة مثلما حدث مع قصر اليكسان باشا الأكثر قيمة الذى دفعت فيه الدولة 12 مليون جنيه لشرائه وتحويله الى متحف لأسيوط.. قصر الخشاب يمكن أن يكون متحفا للفنون التشكيلية ومقر لأنشطة ثقافية تشع نور على ابناء عاصمة الصعيد وروادها من شباب جامعاتها

هناك تعليق واحد:

النهدى للعناية الصحية يقول...

احب ابدى اعجابى الشديد بالمونه الرائعه لما طرحت فكر جديد لم يطرح من قبل واتمنى ان تشرفونى بموقعى وبالتوفيق ان شاء الله